ريمان برس - متابعات -
ربما لم يدر بخلد الشاب اليمني المغترب في السعودية صادق حمود محمد 25 عاما ان فكرة مغادرة قريته في منطقة الشعر في محافظة اب لقضاء اجازة قصيرة مع اسرته في مدينة عدن ستتحول الى مأساة وجحيما سيصعب عليه محوه من ذهن طفلته نانسي 8 اعوام، عقب اقدام مسلحين على التقطع لهم ونهب سيارته وكافة محتوياتها في منطقة تتوسط سناح وقعطبة في محافظة الضالع.

عمر جديد كتب لصادق وزوجته واطفاله الثلاثة الذين وصلا يوم امس الاول الى عدن يقول : اكثر من 15 مسلح اعترضونا وصوبوا الآلي الى رأسي مباشرة ، هكذا ابتدأ صادق بسرد تفاصيل مأساته عقب وصوله الى عدن وواصل تذكر تفاصيل الليلة الكابوسية التي عاشها، كانوا على متن سيارتين شاص واعترضونا بعد نزلونا من نقل قعطبة طالبوا منا النزول من السيارة فسحبت زوجتي التي اغمي عليها واطفالي الى جنب الخط وترجيتهم يتركوا لي الجوال لكنهم رفضوا واخذوا كل شيء وتحركوا بسيارتي والطقمين وهم مصوبين السلاح نحونا.

سيارة سوزوكي 2006 (ليانا) و ---- و15 جوال جالاكسي بالاضافة الى المبالغ المالية وشنط الملابس التي تم السطو عليها ، يتحدث صادق بغصة: نهبوا كل شيء حتى السلس الذهب الذي كان على رقبة الطفلة هتروه وجرحت رقبتها، مخلو لنا شيء حتى كان ابني الصغير يكبي على اللعبة لما بزوها منه وكأننا بحلم مش مصدقين.

حادثة التقطع المسلح وقعت في منطقة القردح بقعطبة ، عقب مغرب يوم الجمعة الماضي، يؤكد صادق ان عددا من السيارات كانت مارة حينها لكنها لم تتوقف وظلوا ينتظروا الى لحظة ان توقفت لهم سيارة شاص اقلتهم الى عدن، ليعود بعدها مرة اخرى لابلاغ ادارة امن قعطبة في الحادث، وطالبوا منها التواصل معهم بعد ان نصحونا باللجوء لمشائخ المنطقة كون العصابة معروفة لكن الامن لا يستطيعون عمل شيء لها، مؤكدين ان السيارة وسيارات المسلحين ما زالت في المنطقة وهناك اكثر من عملية تقطع وقتل تمت من قبل هذه العصابة خلال الايام الماضية.

وبعجز وقلة حيلة يستعيد صادق تفاصيل مأساته التي عمقها انعدام الامن وغياب الدولة التي ساهم بظهور عصابات التقطع وتنفيذ عمليتها الاجرامية دون رادع، لطالما ان مصيرها سيكون حل قبلي ودفع ملايين الريالات لاستعادة المنهوبات او مصادرتها بالتأكيد ولن يجد الضحية اذان صاغية ، عندما التقينا نانسي 8 اعوام كان الرعب ما زال يكتسي ملامح وجهها البريء رفضت الحديث معنا وبدء ان ضغوط نفسية كبيرة تعرضت لها بسبب الحادث الذي سيصعب محوه من ذاكرتها وعندما سألها والدها عن المسلحين الذي تعرضوا لهم اكتفت بالاجابة ببراءة : كانوا خيرات وتحسست بيدها رقبتها التي جرحت نتيجة نزع احد المسلحين السلس الذهب من رقبتها دون رحمة او شفقة.

لجأ رب الاسرة للصحافة لعرض تفاصيل مأساته املا في تصدي المجتمع لظاهرة التقطع، وسط يأس من تحمل الجهات المعنية بأمن المواطنين مسؤوليتها وواجباتها ان لم تكن شريكة في الجرائم او تتواطأ على الاقل مع مرتكبيها.

*صحيفة الامناء