ريمان برس - متابعات - إنه ريف «اليمن السعيد»، حيث تكثر الحكايات، حكايات تصنعها أولئك النسوة اللواتي يقاومن شظف العيش وقسوة الطبيعة. يبدو مسلسل حياتهن أشبه بالمعجزة، تتزاحم فيه مفردات الحرمان والبؤس والشقاء والجهل، فتبرز معالم المعاناة والصراع من أجل الحياة والبقاء.
في اليمن، تبدو المرأة الريفية مثل آلة تعمل على الدوام من دون أن يمسها عطل، وذلك في ظل ابتعادها عن التعليم. فالتقاليد القبلية غالباً ترى في تعليم البنات عيباً وعاراً، الأمر الذي أورث أجيالاً يغلب عليها طابع الأمية والجهل، تعيش في الماضي ولا تجيد التفكير في المستقبل.
تحمل النساء متطلبات الحياة فوق ظهورهن وعلى رؤوسهن من أماكن بعيدة، لانعدام الخدمات العامة الضرورية، في طريق شاقة تلتهم سنوات عمر المرأة لتشيخ قبل الأوان.
هذه الصورة تتكرر في كل وقت وفي معظم الريف اليمني. وتدرك نساء كثيرات أن هذه الحياة التي جُبلن عليها لا تختلف كثيراً عن حياة محكوم بسجن مؤبد مع الأشغال الشاقة، ولذا بات الصبر والقناعة ملاذهن الوحيد. وإذا ما حالف الحظ إحداهن بالزواج والانتقال للعيش في المدينة، فكأنما باب الفرج فُتح لها على مصراعيه.
عن الوسط |