نقلا من الهدف -
من منطلق ان أي ثورة ليست وليدة اللحظات الترفيه وانما نابعة من حاجة الناس الماسة لها بحيث تحقق هذه الحاجة حالة متقدمة من الوعي الجمعي الذي يذيب الحواجز التي يصنعها التنوع المذهبي والديني
وفي حالة سوريا يبرز امامنا محورين الاول يتمثل في البعد الطائفي واقتصار قوام من يوصفون بالثوار على جزء من طائفة او مذهب حملوا السلاح منذ الوهلة الاولى للافصاح عن رغبتهم في الاطاحة بالنظام متجاوزين حالة التنوع الفريدة التي يعيشها السوريون في ظل نظام الحكم الحالي الذي يذيب الصراع بفضل المشروع العروبي الذي يحمله من جانب وما تخلقه الممانعة باعتبار هذا القطر العربي اخر قلاعها من مشاعر اعتزاز وانتما اصيل الى موقف نبيل وفكرة اصيلة من جانب اخر اما المحور الثاني فيتمثل في البعد الخارجي ذو الملامح الطائفية الذي يرتب اوراقه لمرحلة الصراع القادم الذي يريده الغرب وعلى راسه الولايات المتحدة الامريكية ويشكل نظام آل سعود المدير التنفيذي لإذكاء جذوة هذا الصراع واستثماره لصالح الاجندات الامريكية ومشروع آل سعود التوسعي والتأمري على القضايا العربية والاسلامية وعلى هذا الاساس يمكن قراءة ما يريده نظام آل سعود من إثارة الفتنة داخل الشعب السوري بسهولة وهو السعي للاطاحة بأمن واستقرار هذا القطر النابض بالعروبة والحيوية والحداثة ومن ثم خلق بيئات صراع يمهد السبيل للتمدد الوهابي الذي يتغذى من اموال الشعب السعودي وينمو وبفنى ويصارع وفقاً لهذا المال ورغبات الطغاة ومن خلال هذا السيناريو يعتقد آل سعود بأنهم سيقودون المنطقة بذريعة مواجهة المشروع الايراني الذي يبدو اكثر نضجاً وعمقاً وحداثة واكبر من ان توقف مماحكات آل سعود في سفاسف الامور كما يسعى نظام الى سعود وعبر مساعيهم المفضوحة لاشعال الفتنة في سوريا الى اخماد ثورة البحرين وواد الثورة الحقيقية التي تعمل داخل الاراضي السعودية والنابعة من الاضطهاد الديني وممارسات الاقصاء ضد ما لايقل عن خمسة ملايين شيعي في جنوب وشرق السعودية
وبالعودة الى الحديث عما يجري في سوريا فمن الدقة وصف تلك الاعمال التي يقترفها مسلحون بالتخريبية كونها بنيت على اسس طائفية لا يمكن قبولها وكونها استجابة لتدخلات خارجية مكشوفة ومفضوحة لن تنطلي على أي أحد ولايماننا العميق بعظمة الشعب السوري ولادراكنا ايضاً عم يحدث ليس بامكان وسائل الاعلام الممولة من قبل طغاة الخليج تحقيق نصر على سوريا العروبة والحداثة والتقدم