الأحد, 12-أغسطس-2012
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ -      ريمان برس - متابعات -
ينبّه الكاتب السعودي نجيب الخنيزي الى تصاعد الخطاب الطائفي، بينما تكتفي الحكومات والنخب العربية إما بالتجاهل أو الإنكار، أو من خلال إجراءات فوقية، وشكلية محدودة وجزئية، للتغطية على تلك المشكلة الخطيرة وإفرازاتها السلبية، مما سيعمل على إطالة أمدها وتفاقمها.
ويتسائل محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ عمن لا يسمع قرع طبول الحروب الطائفية بين السنّة والشيعة في منطقتنا، فمازال كثيرون ينكرونها، ويؤكدون أنّ السنّة والشيعة متفاهمون ومتحابون، وهم على وفاق تام، وليس ثمة ما يدعو إلى القلق؛ بينما الواقع على الأرض خلاف ذلك تماماً .
ويبين آل الشيخ امثلة ما يحدث في بلاده السعودية قائلا " الممارسات القميئة وغير الأخلاقية على كافة المستويات التي مارسها نمر النمر ومن لف لفيفه في بلادنا وإذكاء لنار الطائفية، تأتي استجابة لأوامر محض إيرانية".
ويفسر آل الشيخ مايحدث في سوريا بأنه " شكل من أشكاله هو الصراع السنّي الشيعي، يصبُّ نظام الأسد على نيرانه الزيت كي يشتعل أكثر وينتشر".
كما يعتبر آل الشيخ صراع الحوثيين مع بقية أهل اليمن ومذاهبها هو صراع مذهبي؛ وكذلك الأمر بين السنّة والشيعة في العراق، فلا يكاد يمر يومٌ دون أن نسمع أو نشاهد أو نقرأ عن نتائجه الدموية".
ويعرج آل الشيخ على البحرين قائلا " ما يجري فيها صراع مذهبي محض وليس سياسياً أو حقوقياً، يُؤجِّجه (مُعممون) ينتمون عقدياً إلى صفويي إيران".
وحول لبنان يكتب آل الشيخ "كذلك الوضع المشحون والمتأزّم في لبنان، وبالذات في مدينة طرابلس، حيث يكتظ جبل محسن بالعلويين وفي الجوار منه تعيش الطائفة السنّية ، ومجموعة من هؤلاء سلفيون جهاديون، يعتنقون الفكر القاعدي الجهادي، إضافة إلى أنّ الحكومة اللبنانية الحالية هي حكومة (حزب الله) بامتياز، تُدار ويتم توجيهها من طهران" .
لكن آل الشيخ يكرر تأكيده بان "إيران تحديداً هي المستفيد الأول من إذكاء الطائفية في المنطقة؛ فسياستها الخارجية تتكئ على مرتكزين رئيسيين : الأول إذكاء الطائفية، وإشعال التطاحن الطائفي بين شعوب المنطقة، لتكون إيران هي الحضن الذي يلجأ إليه شيعة المنطقة لحمايتهم من الاضطهاد الطائفي السنّي. والمتكأ الثاني استثمار القضية الفلسطينية، وإظهار العداء لإسرائيل، و (مقاومتها)، لتكون هذه القضية بمثابة الجسر الذي يمر من خلاله ساستها لتحقيق طموحاتها التوسعية التاريخية في المنطقة ".
ويصف آل الشيخ في مقال له في صحيفة الجزيرة السعودية ، التطاحن الدموي الفظيع تشهده الساحة السورية بانه صراع "يشيب من هوله الولدان ، لذلك يجب أن نقف بكلِّ قوة وحسم وعزم، أمام بعض الممارسات غير المسؤولة والساذجة التي يمارسها بعض الوعّاظ في بلادنا ذات المنحى الطائفي تجاه الشيعة، والتي لا يمكن إلاّ أن تجر البلاد حتماً إلى وضع مشابه لما يحدث الآن في سوريا وكذلك في العراق."
وعلى ذات الصعيد ينبري حمزة بن محمد السالم بفضح الطائفية باعتبارها أحد المراكب التي تركبها الشعوب لتحريك البسطاء من أجل إذكاء الحروب وحصول السادة والنبلاء على المال والجاه والنساء.
ويذكر محمد السالم بان "الطائفية المذهبية للدين الواحد لم تختفِ قط من تاريخ الشعوب، إلا أنها تخلد للدعة أحياناً وتثور أحياناً أخرى مع الأطماع السياسية ، وهذه الحقيقة يشهد لها، على سبيل التمثيل لا الحصر، التاريخ الدموي الطويل في النزاعات الطائفية لليهود والنصارى والمسلمين".
من جانبه يؤكد نجيب الخنيزيفي مقاله في صحيفة عكاظ السعودية بان "المشهد العربي يتسم بحالة من السيولة، وعدم الاستقرار، وغياب اليقين إزاء المستقبل على رغم أن اندلاع ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، التي أسقطت أربعة رؤساء عرب حتى الآن، أحيت آمالا وتطلعات جديدة لدى هذه الشعوب العربية وغيرها، نحو التغيير، والإصلاح".
ويدعو الخنيزي الى " اليقظة والحذر وفضح وعزل القوى والجماعات المتطرفة، بغض النظر عن تمظهراتها المذهبية والطائفية أو دوافعها واستهدافاتها وأجندتها المعلنة أو الخفية، حيث باتت جل المجتمعات والبلدان العربية تعيش واقعا مريرا غير مسبوق، من حيث درجة الانقسام، الاحتراب، الفرقة، والشلل الذي يأخذ مداه (أفقيا ورأسيا) على مستوى النظم والشعوب والمجتمعات والنخب في الآن معا".
ويوضح الخنيزي بان "التأجيج الطائفي يجد تربته في ضعف وتشوه وعدم تبلور الدولة وغياب أو ضعف الهوية الوطنية الجامعة، بسبب الفشل أو التعثر في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة بأبعادها المختلفة، وبناء الدولة الحديثة التي تستند إلى مفاهيم المواطنة المتساوية للجميع في الحقوق والواجبات، وإلى مبادئ وقيم الحرية والتعددية والعدالة بين مكونات المجتمع كافة".
وعلى نفس المنحى ، يعرج حمزة بن محمد السالم في مقاله في صحيفة الجزيرة السعودية ، على الطائفية باعتبارها ظاهرة تأريخية ، قائلا " الحتمية الوجودية التي تكتسبها الطائفية يقع في كونها لازما حتميا من لوازم الأديان، طالما أن هناك وسيطاً بين الناس وبين دينهم وعبادة ربهم. وكون الأديان -في الأصل- أنها حق ومن الله، وكون كل طائفة تزعم أنها على حق، وغيرها على باطل في تبعية عمياء لبعض رجال الدين، فهذا يجعل من الطائفية مصنع لجيش انكشاري لا يسأل أفراده فيم يُقاتل ومن يَقتل ولم يُقتل" .
وتخلصت أوروبا من الطائفية بإبعاد رجال الدين الكهنوتيين عن حياة الناس، وسعت إلى دمج الأوروبيين كلياً عن طريق الوحدة الاقتصادية ، وبات هدف أوروبا الإستراتيجي الأول اليوم من الوحدة الاقتصادية والوحدة النقدية ، إطفاء الثارات العظيمة بين شعوبها وإزالة نعرة الأعراق والعنصرية وتوحيد قلوب الأجيال القادمة وجعلها صعبة الاختراق من الدعوات الطائفية والعنصرية.
ويذكّر محمد السالم بان "لا بيت يخلو من النزاعات، وان القطيف من الديار السعودية هو منها وهي منه ، و أهل القطيف كأهل عسير وحائل والحجاز ونجد وكبادية الشمال وحاضرتها، أصولهم واحدة وتراثهم واحد يجمعهم دين واحد ولغة واحدة وعادات متشابهة، فهم أبناء عمومة واحدة يحدث بينهم فطرة ما يحدث بين أبناء العمومة عادة من التحاسد والتنافر، وقد حقن الله دماءهم بوحدتهم واندماجهم ثقافياً واقتصادياً تحت وحدة الديار السعودية.
ويستدرك محمد السالم موضحا " النزاعات الطائفية في الديار السعودية لا تعدو أن تكون مجرد نزاعات طفولية في حضن أم واحدة هي الديار السعودية، ولكن المسكوت عنه هنا أن المتمشيخة من أهل السوء أصحاب المصالح الخاصة يحركون بعض البسطاء والسفهاء باسم الدين، فالله الله لا تعطين عقلك لغيرك يلهو به كلهو القطط بالفئران عند تمكنها منها قبل قتلها".
عن: "ايلاف"
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 01-مايو-2025 الساعة: 02:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: https://raymanpress.com/news-1020.htm