ريمان برس - خاص -
منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في الأول من ينائر عام 1965م ورغم كل التحديات والعوائق والمؤامرات التي تعرضت لها من الأشقاء والأصدقاء قبل الأعداء والخصوم، إلا أن ما قدمته الثورة الفلسطينية من خدمات جليلة لأشقائها العرب يفوق ما قدمه العرب كأنظمة للثورة، وأكبر الخدمات التي قدمتها الثورة وقيادتها وقائدها الرئيس الشهيد ياسر عرفات (أبو عمار) هو رفض فكرة (الوطن البديل) الذي كان من شأنه زعزعة ليس الجغرافية العربية بل الوعي العربي الجمعي برمته..؟!
بيد أن تمسك الشعب العربي الفلسطيني بوطنه وثورته ورغم كل التحديات والمآسي التي رافقت مسيرة الثورة ولاتزال تعصف بأحلام وتطلعات هذا الشعب العربي العظيم الشعب الذي لا يضاهيه أي شعب اخر من شعوب العالم لا من حيث صموده وتمسكه بحقوقه المشروعه، ولا من حيث التضحيات التي قدمها ولايزل يقدمها في سبيل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها ( القدس الشريف).
كثيرون من أبناء الأمة العربية يجهلون الخدمات التي قدمتها الثورة الفلسطينية وقيادتها وقادتها وأجهزتها للكثير من الأنظمة العربية، وساهمت هذه الثورة في تعزيز أمن واستقرار أنظمة ودول عربية وساعدتها على مواجهة العديد من المؤامرات التي كانت تستهدف بعض هذه الأنظمة من قبل العدو أو من قبل جهات خارجية وبعضها داخلية، ويمكن التوقف أمام محاولة الثورة الفلسطينية في منع حدوث الغزو العراقي للكويت ومنع وقوع حرب الخليج الأولى، وتلك الأحداث علمت بها الثورة الفلسطينية قبل حدوثها بعام كامل وسعت للحيلولة دون حدوثها لكن أيا من العرب المعنين لم ينصتوا للثورة وفي هذا يمكن التوقف أمام ما صرح به المناضل بسام أبو شريف _مستشار الرئيس الشهيد ياسر عرفات _هذا المناضل الفلسطيني والعربي لديه مخزون هائل من المعلومات عن الكثير من الحقائق المجهولة والمغيبة التي تتصل بالواقع العربي وأحداثه، أبرزها الغزو العراقي للكويت، ثم حرب الخليج الأولى التي قادتها أمريكا بتحالف عربي ودولي بذريعة تحرير الكويت، وهي مؤامرة علمت بها الثورة الفلسطينية قبل وقوعها بعام وعن طريق المناضل بسام أبو شريف الذي كان بطل الواقعة وهو من اكتشفها قبل أن يغزو العراق الكويت بعام، وأبلغ بها الرئيس عرفات الذي زار العراق والكويت والسعودية وحاول اقناع للجميع بأن ثمة مؤامرة تطبخ وأن الأمة موعودة بها، ولكن لقد اسمعت لو ناديت حيا، لم يستمع أحدا من المعنين لصوت الحقيقة لا في العراق ولا في السعودية، ولا في الكويت، بل يشير المناضل بسام أبو شريف أن ولي عهد الكويت سعد الله الصباح ابلغهم صراحة (أنهم مع أمريكا وأنهم سيعملوا ما تطلبه منهم أمريكا)..؟!
في مجال الأمن والاستخبارات قدمت الثورة مساعدات للعديد من الأنظمة العربية ليس في سياق التأهيل والتدريب وحسب، بل وفي مجال تبادل المعلومات الاستخبارية خاصة في كشف الجواسيس الذين سقطوا في فخ المخابرات الصهيونية من بعض الدول العربية والذين كان من الصعب إكتشافهم من قبل بعض الأنظمة العربية، لكنهم سقطوا بفضل معلومات زودت بها قوات ال( 17 الفلسطينية) هذه الأنظمة ومكنتها من اصطياد مواطنيها الذين سقطوا في فخ الصهاينة..؟!
أن الثورة العربية الفلسطينية ومنذ أنطلاقتها لم تكن مجرد ثورة بل ودولة قائمة تحتوي على كل مؤسسات ومقومات الدولة، وهي الحلم الذي يتجدد مع كل عائق ويتمدد مع كل محنة، ورغم تساقط قادتها، ورموزها، وثوارها، وادبائها، ومفكرييها، وشعرائها، ومؤسسيها، ومن اوقدوا شعلتها، فأن هذه الشعلة باقية مشتعلة تضى بأنوارها الطرق الوعرة، وتبدد قتامة الزمن وتحرق بنيرانها المتقدة كل مؤامرة يحاول أصحابها الانتقاص من حق هذا الشعب أو التحايل على حلمه المشروع في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة العربية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، نعم بمعزل عن كل تداعيات راهن الحال وتحدياته فلسطينيا وعربيا واسلاميا ودوليا، فأن هذه الثورة العظيمة سوف تنتصر في النهاية وسوف يهزم المحتل، لم يجانب قائدها الشهيد _ أبو عمار _الصواب حين كان يردد (أعطوني كيلوا متر داخل فلسطين، ومنه سوف نناضل لتحرير وطننا وإقامة دولتنا) وهو من قبل باتفاق (أوسلو) وهو من وصف هذا الاتفاق ب ( الفخ) لكن يكفي انه عاد لداخل فلسطين مودعا عواصم ومدن الشتات..!
أن الأمة التي خذلت أنبل وأعظم ثورة عرفها التاريخ الإنساني، هي في الواقع خذلت نفسها بدرجة اساسية وبشهادة واقع الحال العربي الراهن.
رحم الله الشهيد أبو عمار، وجميع شهداء الثورة الفلسطينية من شهداء _سجن عكا الثلاثة _مرورا بشهدا الكرامة وأيلول وشهدا بيروت الي شهداء الانتفاضة وصولا لشهداء غزة والضفة والقدس وابطال السكاكين الذين تساقطوا على معاير وحواجز العدو.. والنصر حليف هذا الشعب دون محالة. |