الرئيسية  |  الاتصال بنا  |  فيس بوك
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ - 
يوما إستثنائيا هو يوم 28 سبتمبر الذي ياتي إلينا كل عام ليقرع في ذاكرتنا ذكري رحيل أعظم قادة الأمة الذي عرفته أمتنا بداية النصف الثاني من القرن الماضي، في تلك المرحلة التي كانت أمتنا تعيش

الخميس, 28-سبتمبر-2023
ريمان برس - خاص -

يوما إستثنائيا هو يوم 28 سبتمبر الذي ياتي إلينا كل عام ليقرع في ذاكرتنا ذكري رحيل أعظم قادة الأمة الذي عرفته أمتنا بداية النصف الثاني من القرن الماضي، في تلك المرحلة التي كانت أمتنا تعيش في كنف أنظمة أستبدادية متخلفة غارقة في براثن الجهل والتخلف فيما القوي الاستعمارية تحكم سيطرتها علي مساحة شاسعة من جغرافيتنا العربية إلي جانب هيمنة هذه القوي الاجنبية علي إرادة وقرارات بقية أنظمة التخلف والاستبداد التي كانت تستمد شرعية وجودها من علاقتها بالمستعمرين والغزاة الوافدين لاستعباد الامة وشعوبها والتحكم بخيراتها.
في ظل هذه الاجواء بزغ نجم القائد العربي جمال عبد الناصر الذي اعاد للامة أعتبارها وكرامتها ومجدها وسعي بكل عزيمة وأخلاص لوضع الامة في مصاف الأمم المتقدمة المتحررة من اغلال الاستبداد والاستعمار والجهل والتخلف والفقر والمرض.
قدم الزعيم ناصر من خلال ثورة يوليو 1952م مشروعه الوطني والقومي والانساني المناهض للاستعمار والاستبداد وعبودية الاقوياء للضعفاء وضد كل مظاهر الجهل والتخلف وامتهان الاخر طمعا في تطويعه ونهب خيراته والتحكم بمصيره.
عبد الناصر كان بمثابة الفجر الذي أشرق في سماء الامة التي ذاقت معه معني الحرية والكرامة والشموخ وعرفت معني الاستقلال مع قائد حمل هم أمته وتمني لها التقدم والرقي وسعي لتحقيق تطلعاتها وأحلامها، فشكل وجوده علي مدي 18 عاما حيث عاشت الأمة خلال هذه الفترة مرحلة تاريخيه وحضارية تعد من أزهي مراحلها، وهي لم تكن لتتحقق لولاء إرادة هذا القائد العربي الذي قيضه الله لامته في حقبة زمنية مفصلية، حقبة أنطلقت بها أمتنا وأوقدت خلالها أمتنا شعلة الحرية والكرامة والاستقلال وبغض النظر عن كل ماء آلت إليه أحوال الامة خلال فترة حكم الزعيم ناصر إلا أن ما تحقق للامة لا يقدر أحد نكرانه والتنكر له بفضل قيادة الزعيم الذي حلم بمجد أمة وسعي لتحقيق هذا المجد رغم التحديات التي واجهت القائد والحراب والخناجر والافخاخ التي وجهت إليه ووضعت علي طريقه، ورغم الألام التي طالته ظل هذا القائد مؤمنا بأمته وبقدراتها وطاقاتها الخلاقة وبأهمية دورها ومكانتها، رغم الجحود والنكران والتنكر التي طالته من أمته ومكوناتها.
هذا القائد العظيم قدم لامته ما لم تتمكن الأمة مجتمعة علي تحقيقه بعد رحيله مسكونا بكل مفردات القهر والحسرة علي أمة مزعزعة العقيدة سقيمة الوجدان.
في مثل هذا اليوم _الخميس _28 سبتمبر 1970م وبعد جهود مضنية بذلها القائد خلال مؤتمر القمة العربية التي دعاء لعقدها الزعيم لحل الخلاف الاردني _الفلسطيني علي أثر مذبحة أيلول الأسود التي أرتكبها النظام الاردني بحق الثورة العربية الفسطينية وبدعم من القوي الرجعية العربية وأمريكا والكيان الصهيوني الذي شاركت قواته الخاصة بالقتال الي جانب النظام الاردني ضد الثورة العربية الفلسطينية.
حادثة مؤلمة دفعت القائد الذي نصحه الأطباء بداية شهر أيلول بالراحة وأخذ إجازة والخضوع لفحوصات طبية وفعلا أستمع لاول مرة في حياته لاوامر الاطباء غير أن الراحة هذه لم تدوم لاكثر من يوم واحدة حتي تفجرت أحداث أيلول الاسود في الاردن ليقطع القائد راحته وإجازته ويعود للقاهرة من الاسكندرية ليتابع أحداث الاردن ويدعوا القادة العرب للوصول للقاهرة ليقضي القائد ثلاثة أيام بلياليها في أدارة القمة وأنها الخلاف الاردني _الفلسطيني وقد نجح في إنهاء تلك الماسة ويجمع بين الرئيس الشهيد ياسر عرفات والملك حسين في صورة نشرتها كبري صحف العالم ودونت تحتها تعليق يقول _لولاء عبد الناصر لما حدث هذا اللقاء _
خلال الفترة من 25 حتي 28 سبتمبر 1970م بذل القائد جهدا إستثنائيا لدرجة إنه لم يغادر جناحه في فندق شيراتون القاهرة حيث عقدة القمة ثلاثة أيام بلياليها تعاطي خلالها من أكواب القهوة والسجائر ما يتعاطيه عادة بأشهر وبعد أنتهاء اعمال القمة أصر علي وداع كل الرؤساء والملوك العرب وأخرهم كان أمير دولة الكويت الشيخ صباح السالم الذي تفأجي وهو بطائرته والطيار يستعد للهبوط بمطار الكويت بخبر وفاة القائد فأمر الطيار بالعودة للقاهرة وهو لايصدق أن من ودعه قبل ساعة قد فارق الحياة.
رحل جمال عبد الناصر ومعه رحلة أحلام أمة بكاملها لم تجد بعده الامة قائدا يحمل مشروعه ويؤمن بقدرات أمته وأحلامها، رحل ناصر ورحلت معه كرامة أمة وسيادتها.
لكن ورغم هذا الرحيل يبقي جمال عبد الناصر الحاضر دوما في الوجدان والذاكرة وفي تجاويف الوعي حتي لدي أولئك الذين وقفوا في مواجهته وعارضوا مشروعه ضمن التكتلات الحزبية التي راحت تنافس وتبحث عن مكانة لها في زمن عبد الناصر الذي كان بالواقع زمن الشعب العربي الملتف حول القائد والزعيم، إذ تجاوزت جماهير الامة الاحزاب بكل مسمياتها والتف حول القائد الذي حمل أحلامها وتطلعاتها وعبر عنها وكان ضميرها الصادق والنقي.
رحم الله القائد الخالد جمال عبد الناصر الذي سيبقي مشروعه حاضرا ومأثره تتجلي أمام الشعوب عند كل حدث تواجهه الامة اليوم، ولن تعيش هذه الامة حالة استقرار إلا بالعودة لمشروع عبد الناصر وهذا خيار حتمي ستصل إليه الامة ذات يوم.
صنعاء في 28 سبتمبر 2023م

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS

مختارات
جميع حقوق النشر محفوظة 2025 لـ(ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½)